| | | | مواضيع جديدة وحصرية على شبكة أبو نواف:
كل إنسان عرضة للبلاء مادام أنه يقطن دار الشقاء ، فأمّا المسرف على نفسه بفعل الذنوب فيُطهره الله ويكفّر ذنبه ، حتى يمشي على ظهر الأرض وليس عليه ذنب . هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)، وأما المؤمن التقي فيرفع الله به منزلته ويعلي درجته حتى يدرك بهذا الابتلاء منزلة علية لم يكن ليدركها بعمله رغم صلاحه ، وكلٌ يبتلى على قدر إيمانه فأعظم الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وقد يكون الابتلاء ابتلاء دفع يقربك إلى الله زلفى . والله تعالى أرشدنا لكيفية مواجهة مرحلة الابتلاء بنص القرآن ، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديثه العطرة ، ومما لاشك فيه أنَّ بنصوص الوحيين كفاية وهداية ، ولكن لا نلغي تلك التجارب العملية المفيدة لأصحاب الفضل والنُهى الذين عايشوا أنواع الابتلاءات وخرجوا بحكمةٍ يُستضاءُ بها لاسيما في هذا الطريق .
وهنا أذكر من تلك الخطوات التي أعتقد جازماً أنَّ من تحرى العمل بها فلن يضيع الله أجره ولن يُخيّب سعيه ، إنْ سار عليها وعدته الصبر واليقين بموعود رب العالمين :
1 -إسترجع ؟ عند نزول البلاء بك وهو أن تقول : إنّا لله وإنّا إليه راجعون . قال تعالى : {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}
2 -تذكر ؟ أن الصبر عند الصدمة الأولى أي عند تلقي البلاء ، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم : (الصبر عند الصدمة الأولى) .
3 -إستحضر ؟ عظيم الأجر المترتب على هذا البلاء لو أنك صبرت واحتسبت . قال عليه الصلاة والسلام : (ما يصيب المسلم من نصب ، ولا وصب ، ولا هم ، ولا حزن ، ولا أذى ، ولا غم ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) .
4 -تيقّن ؟ أنّ هذا البلاء بقدر الله الذي كتبه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قال تعالى : {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنَّ ذلك على الله يسير} ، فهذا الإبتلاء سيجري عليك صبرت أم لم تصبر ولن يُمكنك تجنبه مادام أنه كُتب عليك وثق أنه خير لك في كل حال وإن جهلت المنفعة ، أمّا إنْ جزعت فسوف تجمع بجانب مصيبتك مصيبة أخرى وعند الصبر ستؤجر وسيعينك المولى ، فالصابر محمود مشكور ملطوف به ، والجازع مذموم ممقوت غير ملطوف به ، وفي ذلك قال أبو تمام : وقال عليٌ في التعازي لأشعثٍ ... وخاف عليه بعض تلك المآثمِ أتصبرُ للبلوى عزاءً وحسبةً ... فتؤجر أو تسلوا سلوّ البهائمِ
5 -تأسى ؟ بمن هم أعظم منك إبتلاءً وكثيرٌ ماهم فهذا يوسف عليه السلام سُجن مظلوماً ، وأيوب مرض 14 عاماً ومات أبناءه وذهب ماله ، ويونس التقمه الحوت ، وإبراهيم أُلقي في النار وهجر موطنه ، و نوح دعا قومه 950 سنة فلم يستجيبوا له وغرق ابنه وهو يرى ، ويحيى قطع رأسه مهراً لبغي ، وزكريا نُشر ، وموسى أُلقيَ في اليم وهو رضيع ، ونبينا عليه الصلاة والسلام أُلقيَ عليه سلا الجزور وشجت رباعيته وسال الدم من وجهه الكريم وطرد من مكة وألتجأ إلى الطائف فطردوه منها وأغروا به سفهائهم فرموه بالحجارة وسال الدم منه وقيل عنه ساحر وشاعر ومجنون ، وغيرهم الكثير الكثير ، فأين أنت منهم وهم أكرم الخلق على الله ، تذكر هذا لتسكن روحك وتحمدالله على بعض الجوانب الجميلة بحياتك ، كما أنّ محاولتك معرفة كيف تعايشوا مع ابتلاءاتهم مما يضيء طريقك ويوقد شُعلة همتك لتجاوز الإبتلاء .
6 -إعلم ؟ أنّ كل بلاء دون دينك فهو رحمة واعلم أنك مفارقه لا محالة ، فاحمد الله على ذلك ولا تجزع ، وقد كان عمر بن الخطاب إذا نزلت به مصيبة يقول كلمات تشع نوراً وتسطر بماء الذهب : (الحمد لله ثلاثاً ، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ، والحمد لله إذ لم تكن أكبر منها ، والحمد لله إذ أُلهمت الصبر عليه) . فليتك تحلو والحياة مريرةٌ .. وليتك ترضى والأنامُ غضابُ وليت الذي بيني وبينك عامرٌ .. وبيني وبين العالمين خرابُ إذا صحّ منك الود فالكل هينٌ .. وكل الذي فوق التراب ترابُ
7 -توجّـه ؟ إلى الله بالدعاء أن يرفع عنك هذا البلاء وأن لا يفتنك وأن يجعله لك تطهيراً ورفعة وأن يجعل تحت المحنة منحة وخلف النقمة نعمة ، إذ لم يزل الدعاء سلاح المؤمنين وعدة الصابرين ، وهو من أهم أسباب رفع البلاء . ولكل حالٍ معقبٍ ولربما .. أجلى لك المكروه عما يُحمدُ
8 -أبدع ؟ وابحث عن عملٍ يُناسب حالك لتعمله ، ولا تقف حياتك بدعوى نزول البلاء بك ولا تركن إلى العجز ، فكم من مبتلاً نبغ ووصل مالم يصله الصحيح المعافى ، وحاول التكيّف مع ما حلّ بك وانظر في مَن سبقك من أرباب الهمم العالية فإنّ الإبتلاء طريق العظماء ، ولنأخذ لمحة صغيرة من قصة كل معطياتها تدل على الإبتلاء والضعف ، فالقتل والتشريد والحزن والغربة من سماتها الظاهرة ؟
- عبدالرحمن الداخل أو عبدالرحمن بن معاوية الأموي ، قام بأعمال تُشبه الخوارق ولكنها حقائق ؟ قُـتِـلَ أهله حتى ارتوت الأرض من دمائهم ، فاضطر مكرهاً الى السباحة لينجو هو وأخ له من الموت ويصل الى الضفة الأخرى ، فرجع أخاه بعد أن أعياه التعب وبعد أنْ أعطوه الأمان وضمنوا له أنْ لا يؤذوه كذباً وزوراً ، فقتلوه أمام عينه ، أما هو فأكمل السباحة وعاش غريباً طريداً مدة من الزمن ، ولكنه لم ييأس وثابر وشمّر عن ساعد الجد ولم تمضِ غير سنيّات قليلة حتى دخل قرطبة خليفة للمسلمين في بلاد الأندلس فسمّاه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور : صقر قريش بعد أن أنهكه وأخمد جميع الثورات التي خططها له في القصة المشهورة . إذن فيا أهل البلاء .... إسترجعوا ، واصبروا ، واستحضروا ، وتـيـقّـنوا ، وتأسوا ، واعلموا ، وتوجّهوا ، وأبدعوا ، { وما كان الله ليضيع إيمانكم إنّ الله بالناس لرؤوفٌ رحيم } .
كتبه / طلال المناور رحم الله من ذكر المصدر عند النقل مدونة الأريكة www.talal-almonawer.com
للاشتراك في قروب أبو نواف ضع بريدك هنا للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com | |
*إخلاء مسؤولية :
هذه الرسالة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن وجهة نظر شبكة أبو نواف، ولا تقع علينا أدنى مسؤولية جراء أي خسارة أو ضرر، بما في ذلك ودون تحديد الضرر المباشر أو غير المباشر، أو أي ضرر أو خسارة من أي نوع تنشأ عنه هذه الرسالة أو محتواها من حيث الاستخدام أو الإرسال أو الاستقبال أو التعديل على المحتوى بالحذف أو التغيير أو الإضافة أو الاعتماد على محتواها. ووجود شعار شبكة أبو نواف على المواد التي تحويها الرسائل يعني تحميلها على خوادم الشبكة فقط، ولا تعني بالضرورة أن شبكة أبو نواف تملك هذه المواد بشكل كامل.
كما أن جميع خدمات شبكة أبو نواف بدون استثناء لا تتحمل مسؤولية أي استخدام غير قانوني بواسطتها. وعلى الرغم من أن الرسائل الإلكترونية يتم فحصها مسبقا من قبل الشبكة للتأكد من سلامتها من أي فيروسات او ملفات تجسس؛ إلا أنه من مسؤولية المتلقي التأكد من خلو البريد والمرفقات منها، وشبكة أبو نواف تخلي مسؤوليتها تماماً عن أي أضرار أو خسائر قد تنتج من الاستخدام الخاطئ أو وجود الفيروسات أو ملفات التجسس المرسلة من خلال رسائل أو خدمات الشبكة الإلكترونية.
Disclaimer:
This E-mail represents the views of its author only and does not necessarily reflect the opinions of AbuNawaf Network. We do not assume responsibility for any loss, damage (including direct, indirect, punitive, special, or consequential loss or damage), which you may directly or indirectly suffer from this email or its contents or through the ways of handling this email which includes sending, receiving, replying, forwarding, deleting, saving or changing and adjusting its content in any way.
The existence of AbuNawaf logo on any material you receive means that it has been uploaded on the network servers, and does not necessarily mean that AbuNawaf network owns these materials either partially or fully. In addition, any service that is provided by and/or through AbuNawaf network, without exception, does not take any responsibility for any illegal use through them either by negligence, misconduct, misuse and/or abuse. And even though our network checks and scans all e-mails to make sure it is safe and does not contain any viruses,Trojans or Spywares , it is also the responsibility of the recipient to ensure that the e-mails and attachments therein are free of any danger, and AbuNawaf network will take no responsibility for any damages or losses that may arise as a result from the misuse or the presence of viruses or spyware sent through messages or web services.*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق