| | | | مواضيع جديدة وحصرية على شبكة أبو نواف: الأذكياء وحدهم هم من ينظرون إلى الوراء ويستفيدون من أخطاء الماضي فقط لمواصلة المسير بكل قوة وتوازن ونفس طويل نحو أهدافهم العليا وطموحاتهم الكبرى و أحلامهم الجميلة هم وحدهم لا يقيمون لهذه الأخطاء أو التجاوزات محكمة عسكرية استثنائية لعقاب النفس والانتقام منها بدافع التصحيح والتقويم بل الأمر أيسر وأسهل فمن الرشد التركيز على الحل وليس التركيز على المشكلة والبدء بتصويبها عاجلا غير آجل بدل من الدوران والتحايل عليها والتسويف والتأجيل في التعاطي معها والذي لا يبقي ولا يذر .
ومن خلال نظرة متأمله في الماضي الغابر والتاريخ الساخر للأمم والشعوب هم كانوا من العرب أو العجم.. من بلاد السند أم من بلاد الهند .. نرى أن القوة العظمى والسر الكامن وراء استمرار أنماط من البشر وتفوقهم على جميع المستويات وفي جميع الحقول هو القدرة على نقد الذات وتصويب الخلل وعلاج العلل بشكل جذري لا يقبل أنصاف الحلول .
وهنا نطرح بشكل جاد على طاولة الحوار الفكري المتوقد ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى توقف وتفكير هادئ وهي إشكالية من إشكاليات التفكير السلبي والذي تعاني منه شريحة من مجتمعاتنا وله بالغ الأثر السلبي على قراراتنا وحياتنا وأنماط عيشنا وحياة من نخالط ومن نعامل وكيف نتعاطى من الأحداث والأحوال من حولنا وكيف نفهما !!
وقبل أن ندخل في الإطار الفكري للموضوع علينا أن نتوقف قليلاً و نسأل السؤال المركزي هنا
هل الحياة عبارة عن فرصة أم معركة ؟
والجواب العادل والشامل والكامل هو أنها ولاشك
فــــرصــــــــة
وهي فرصة وليس مثل كل الفرص بل هي الفرصة الكبرى للإنسان لبناء مرحلة الخلود السرمدي الأبدي في جنة عرضها السموات والأرض في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ولكن تناول البعض لهذه الحياة على أنها معركة فيه خلل واضح في الفهم والإدراك بني عليه الكثير من الكوارث الشخصية و المالية والنفسية والصحية و الاجتماعية. فأصبح الظلم والبغي والطغيان والاستبداد والتجاوز والعنف واكل الحقوق والتخلي عن الواجبات بأنواعها الدينية والمدنية مبرراً عند مرضى النفوس ومعتلي العقل والتفكير .
وظهرت الشخصيات الضعيفة التي لا تعرف إلا الكبر والغطرسة والاستئثار والأنانية والمكابرة فهي أنفس خاوية لم تذق طعم السعادة ولا الطمأنينة ولا لذة العيش ورغد الحياة حيث بحثت عن السعادة في الأخذ ولا تعلم أن الأنفس الكبيرة والأرواح العظيمة تجده في العطاء والنماء , تجده في الحب والايخاء وصدق المشاعر وطيب النفس والمعشر فإلى أي هاوية يسير هؤلاء بأنفسهم وبمن حولهم يا ترى وعلى أي ارض هشة يقفون قبل أن يسقطوا !!
هل أضحى الكذب والنفاق والتلاعب والظلم والتعدي على الآخرين عند البعض مبرراً لكسب معارك هم صنعوها لأنفسهم ظننا منهم أنهم على حق وأنهم هم الفائزون ولابد أن يخسر الجميع لقاء تحقيقهم انتصاراً شخصياً وهمي بلا طعمك أو لون أو رائحة . ولكنه خداع للنفس ليس إلا فأي مكسب بني على باطل فهو باطل وهو خسران وهزيمة , وعقاب وانتقام من لا يغفل ولا ينام واقع لا محاله . فالنوايا الطيبة والأخلاق العظيمة والسلوك الحسن هو المغنم الكبير الذي لا يقدر بثمن ولا يوصف بمكيال أو ميزان مهما كان .
يروى أن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله كان يتجول في السوق متفقدا أحوال الباعة ومفتشاً عليهم فسمع امرأة تبيع اللبن تطلب من ابنتها أن تضف الماء إلى اللبن ليزيد فرفضت البنت تورعاً وخشيه فقاطعت الأم بنتها وقالت " لكن عمر لا يرانا " !! فردت البنت بكل صدق وإخلاص وتقوى وورع " ولكن رب عمر يرانا "
أعلن الفاروق حالة الطوارئ وطلب معلومات تفصيلية عن هذه العائلة وسأل خصيصاً عن هذه الثمرة اليانعة والشجرة اليافعة تلك البنت الصالحة التي أوقفت عملية عش اللبن واحتفظت بقيّمها وقاومت كل الإغراءات ولم تقدم أي تنازلات .
أجابوه على كل أسئلته وأوقفوا حيرته في أمر صغيرة السن التي كانت تعلم الكبار دروسأ في الأخلاق والقيم والعدل والإنصاف والخوف من جبار السموات والأرض .
قرر الذهاب إليهم ولكن ليس معاتباً أو محاسباً على ذلك الموقف بل خاطبا تلك البنت لأبنه زيد بن عمر بن الخطاب فلقد توسم عمر ببعد نظره وحذاقة فكره وسلامة مقصده بهذا الزواج خيراً وفعلاً كان نتاج ذلك الزواج بعد زمن ليس ببعيد ومن نسل عمر الفاروق وتلك المرأة الصالحة بائعة الحليب جاء مجدد القرن الأول وخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه
وبدل أن يعدل الناس في بيع الحليب فقط انتشر العدل والخير والبركة والأمن والآمان والتسامح والحب في أنحاء المعمورة وفاض بيت المال في عهده ولم يجد التجار من يأخذ الزكاة فقد اغتنى الناس أجمعين وكانت مرحلة ذهبية عم فيها الخير على الجميع بفضل سلامة القصد وحسن السلوك وطيب الخلق وقوة العدل وهيبة الإنصاف وقيمة الحق وتمكين الدين .
انه الصدق الذي يورث الخلود والإخلاص الذي يورث السعادة والإيمان الذي يورث الطمأنينة والرفق الذي يورث التعاون والتسامح الذي يورث الولاء والوفاء والحب والعطاء والعدل الذي يورث المعجزات والتوازن في القول والعمل الذي يورث النجاح والرقي في كافة الأصعدة والأزمان
فكم بيت هدمه الظلم وكم من طلاق كان بتوقيع الاستبداد وكم من حرمان كان بدوافع البغي وكم من علاقة دمرها الطغيان وكم من الأبناء خسرنا بسب العنف وكم من الشراكات فشلت بسبب الأنا المتفشية وكم من كره زرع وكم من بغض وجد وكم من نفور حصل وكم من ندم وجرح في أنفسنا أو في نفوس الآخرين بسبب التسلط والعنجهية والعناد .
وتشبثنا السلبي بآرائنا وهي خاطئة فقط لمجرد استعراض القوة واستغلال المواقف والإحساس بنشوة كاذبة لا أساس لها ولا نفكر بالعواقب الوخيمة والكوارث العظيمة إلا بعد أن تحل المصائب فلا ينفع .
هون عليك أخي , هوني عليك أخيتي فالحياة جميله إذا عشتوها بحب وتكامل وليس بتنافس وصراع , وقهر وأمر , فلتكن أنفسنا عظيمة واروحنا معطاءة والحكمة ضالتنا والمنطق هدفنا والتفكير في مستقبل الأمور طريقنا فالعقل راحة إذا استخدم فيما ينفع وهو شقاء لو استخدم فيما يضر وكونوا مؤمنين بأن لكل فعل له ردة فعل مساوية له بالاتجاه ومعاكسه له في المقدار فالخير أمامنا والشر كذلك فماذا نختار أيها المغوار .
" تأصيل "
خاطب الله جل في علاه الإنسان واصفا النفس البشرية ومدلل على أن على الإنسان أن يختار ويتحمل نتيجة الاختيار إما خير وإما شر فقال تعالى " ونفس وما سوَّـٰها (7) فألهما فجورها وتقوـٰها (8) قد أفلح مَن زكَّـٰها (9) وقد خاب مَ دسَّٰها (10)" ( سورة الشمس )
وقال صلى الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه "
بصمة عقلية
وأنت تسير في طريق الحياة الطويل أمامك لوحة كبيرة كتب فيها
" السعادة ليست معجزة والطمأنينة ليست نادرة والنجاح ليس صعباً والحب ليس مستحيلا والتسامح ليس خيالاً والوداد ليس محالاً والرضا ليس سراً والعفو ليس هزيمة " ولكن بشرط أن تطرد فرعون الذي في عقلك إلى الأبد .
محبكم / سلطان بن عبدالرحمن العثيم مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT عضو المؤسسة الامريكية للتدريب والتطوير ASTD ايميلي
مدونة نحو القمة اضغط هنا
تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر
twitter.com/abunawafcom للاشتراك في قروب أبو نواف ضع بريدك هنا للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com | |
*إخلاء مسؤولية :
هذه الرسالة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن وجهة نظر شبكة أبو نواف، ولا تقع علينا أدنى مسؤولية جراء أي خسارة أو ضرر، بما في ذلك ودون تحديد الضرر المباشر أو غير المباشر، أو أي ضرر أو خسارة من أي نوع تنشأ عنه هذه الرسالة أو محتواها من حيث الاستخدام أو الإرسال أو الاستقبال أو التعديل على المحتوى بالحذف أو التغيير أو الإضافة أو الاعتماد على محتواها. ووجود شعار شبكة أبو نواف على المواد التي تحويها الرسائل يعني تحميلها على خوادم الشبكة فقط، ولا تعني بالضرورة أن شبكة أبو نواف تملك هذه المواد بشكل كامل.
كما أن جميع خدمات شبكة أبو نواف بدون استثناء لا تتحمل مسؤولية أي استخدام غير قانوني بواسطتها. وعلى الرغم من أن الرسائل الإلكترونية يتم فحصها مسبقا من قبل الشبكة للتأكد من سلامتها من أي فيروسات او ملفات تجسس؛ إلا أنه من مسؤولية المتلقي التأكد من خلو البريد والمرفقات منها، وشبكة أبو نواف تخلي مسؤوليتها تماماً عن أي أضرار أو خسائر قد تنتج من الاستخدام الخاطئ أو وجود الفيروسات أو ملفات التجسس المرسلة من خلال رسائل أو خدمات الشبكة الإلكترونية.
Disclaimer:
This E-mail represents the views of its author only and does not necessarily reflect the opinions of AbuNawaf Network. We do not assume responsibility for any loss, damage (including direct, indirect, punitive, special, or consequential loss or damage), which you may directly or indirectly suffer from this email or its contents or through the ways of handling this email which includes sending, receiving, replying, forwarding, deleting, saving or changing and adjusting its content in any way.
The existence of AbuNawaf logo on any material you receive means that it has been uploaded on the network servers, and does not necessarily mean that AbuNawaf network owns these materials either partially or fully. In addition, any service that is provided by and/or through AbuNawaf network, without exception, does not take any responsibility for any illegal use through them either by negligence, misconduct, misuse and/or abuse. And even though our network checks and scans all e-mails to make sure it is safe and does not contain any viruses,Trojans or Spywares , it is also the responsibility of the recipient to ensure that the e-mails and attachments therein are free of any danger, and AbuNawaf network will take no responsibility for any damages or losses that may arise as a result from the misuse or the presence of viruses or spyware sent through messages or web services.*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق