| | | | مواضيع جديدة وحصرية على شبكة أبو نواف:
لطالما نظرنا نحن الأحرار إلى الغرب نظرة الانبهار.. وانبعثت منا وإلينا صور التبجيل والتطبيل لهؤلاء الذين يستطيعون فعل ما أقنعنا أنفسنا بكل حمق أننا لا نستطيع فعله.. وأن ذلك الغرب موطن الإبداع وأرض الاختراع و صانع القرار ومحور التحرك ومخزن الإستراتيجيات والأفكار والأطروحات والأخبار والعلم والانتصار، وكل ذلك حكر عليهم إلى يوم يبعثون!!
إنه الغرب الذي قدّسناه فتبعناه، وأغمضنا العين عن عيوبه الكبرى فبلعناه وهضمناه، وآمنا أننا لم نُخلق إلاّ للاستهلاك والاستجمام والراحة والدعة، فسلمناه خيوط الحياة وكل التجليات على طبق من ذهب، وقلنا له: سرْ ونحن من ورائك أيها الغرب الديموقراطي الحر الأبي!!
وجاء الانقلاب الأخير في خيوط اللعبة ليضرب هذه النظريات ومخترعيها ومن العرب والعجم، وأنه في هذه الأمة طاقات جبارة لا تكلّ ولا تملّ من التفكير والتدبير لنصرة هذه الشعوب وقضاياها، وأن الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة كما أخبر الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام.
هي سنة الحياة وسيرتها، تحوّلات وتموّجات، وصعود وهبوط، فضعيف الأمس هو قوي اليوم، وجبار اليوم هو صعلوك الغد، وصاحب الصوت النافذ في الماضي هو صاحب الصوت المستجدي في المستقبل!!
قال تعالى: (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس). [آل عمران:140 ].
لقد فهم الأتراك الدرس باكراً وتعاملوا بذكاء مع الأحداث، و قدّم اردوغان ورفاقه الإسلاميون الذين اختارهم الشعب التركي عبر صناديق الاقتراع لصدقهم وإخلاصهم وعدلهم ونظافة سجلهم من الفساد، وتطلعاتهم الإيجابية والطموحة لخدمة الفرد والمجتمع وتنمية الوطن وتطويره، واحترام خيارات الشعب وتطلعاته، والعمل الجادّ والمتفاني على جميع الأصعدة للصالح العام، بعد حكم علماني عسكري تغريبي موالٍ للغرب صاحب المصالح الضيقة، وهي ذاتها تطلّعاته المالية الجوفاء المفرّغة من أي قيمة أو خلق أو عدالة، وطموحه الاستعماري القديم، وهي في ذات الحال أهداف إستراتيجة موجهة إلى تركيا التي قدّم أهلها أعظم الدروس والعبر في طرح فكرهم الإسلامي التقدمي من جديد، ووضع أيديهم بأيدي المسلمين من العرب والأعراق والأجناس الأخرى، من أجل تكوين تحالف إستراتيجي يخدم قضايا هذه المنطقة الهامة من العالم، ويعيد إليها الرونق والهيبة من جديد، ويحقق أهدافها وتطلعات شعوبها وآمالهم المشروعة.
ولعل الكثير من المراقبين أعطوا إشارات هذا النجاح منذ زمن؛ فقد قفز الاقتصاد التركي إلى المرتبة الثامنة عشرة عالمياً، وازدهرت السياحة والصناعة و الاستثمار الخارجي، وانتهت الصراعات وعم الاستقرار، وحسّنت تركيا علاقاتها بشكل كبير مع جيرانها بعد توتر صنعته الحقبة العلمانية سيئة الذكر في تركيا، والتي تحول الأتراك على يدها إلى مهاجرين ولاجئين وفقراء وبائعين للشاورما والكباب، مضيعين لهويتهم، ومتخبّطين في مسيرتهم بعد أن كانوا أسياد الأرض، وزعماء التاريخ، وصنّاع الحدث، ولكن الله يعزّ من أعزّه وأعزّ دينه، ويذلّ من تخلّى وتقهقر وتراجع.
قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). أعاد الإسلاميون هيبة تركيا وقوتها وعنفوانها، كيف لا وهي صاحبة التاريخ المجيد في الفتوحات والنجاحات؛ فلقد توقف الجيش العثماني في العمق الاوروبي، وحاصر العاصمة النمساوية فينا، وفتح اليونان والبوسنه والهرسك وقبرص ورومانيا والبانيا , وحقق العثمانيون الكثير من النجاحات العالمية في العلوم والمعارف والسياسة والاقتصاد والنظام الاجتماعي والطرح الفكري والفنون والإبداعات المختلفة التي أضيفت إلى سجل المسلمين عبر التاريخ المجيد لهم، وأضافوا إلى الإنسانية الشيء الكثير.
إنها فرصة كبرى للتكامل والبناء الإستراتيجي الهام للعلاقات من جديد؛ فموازين القوى العالمية في تغيّر كبير وتحول متسارع والقارة العجوز "أوروبا" والولايات المتحدة الأمريكية في ضعف متراكم وسقوط متلاطم، والحضارة تتجه شرقاً كما نرى، وتحديداً إلى الصين والهند ودول النمور السبعة، بالإضافة إلى تركيا، وربما إيران، فهل ندرك حجم هذا التحوّل ونستغله ونستفيد منه على جميع الأصعدة؛ فالحياة فرص وما هو متاح اليوم قد لا يكون متاحاً في الغد؛ فالكل له مشروعه الحضاري والنهضوي، وحان الوقت لكي نعلن ذلك المشروع ونعمل من أجله، ونكون فعل لا ردة فعل ونصنع التحالفات الإيجابية التي تدعمه وتقويه لمصلحة الأجيال القادمة التي تريد أن تترك بصمتها الإيجابية والفاعلة على جبين العالم وخارطة البشرية، بعد أن عادت الشمس مشرقية من جديد.
محبكم / سلطان بن عبد الرحمن العثيم مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات CCT عضو المؤسسة الأمريكية للتدريب والتطوير ASTD sultan@alothaim.com
مدونة نحو القمة http://sultanalothaim.blogspot.com تابع جديد رسائل المجموعة على تويتر
twitter.com/abunawafcom للاشتراك في قروب أبو نواف ضع بريدك هنا للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com | |
*إخلاء مسؤولية :
هذه الرسالة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن وجهة نظر شبكة أبو نواف، ولا تقع علينا أدنى مسؤولية جراء أي خسارة أو ضرر، بما في ذلك ودون تحديد الضرر المباشر أو غير المباشر، أو أي ضرر أو خسارة من أي نوع تنشأ عنه هذه الرسالة أو محتواها من حيث الاستخدام أو الإرسال أو الاستقبال أو التعديل على المحتوى بالحذف أو التغيير أو الإضافة أو الاعتماد على محتواها. ووجود شعار شبكة أبو نواف على المواد التي تحويها الرسائل يعني تحميلها على خوادم الشبكة فقط، ولا تعني بالضرورة أن شبكة أبو نواف تملك هذه المواد بشكل كامل.
كما أن جميع خدمات شبكة أبو نواف بدون استثناء لا تتحمل مسؤولية أي استخدام غير قانوني بواسطتها. وعلى الرغم من أن الرسائل الإلكترونية يتم فحصها مسبقا من قبل الشبكة للتأكد من سلامتها من أي فيروسات او ملفات تجسس؛ إلا أنه من مسؤولية المتلقي التأكد من خلو البريد والمرفقات منها، وشبكة أبو نواف تخلي مسؤوليتها تماماً عن أي أضرار أو خسائر قد تنتج من الاستخدام الخاطئ أو وجود الفيروسات أو ملفات التجسس المرسلة من خلال رسائل أو خدمات الشبكة الإلكترونية.
Disclaimer:
This E-mail represents the views of its author only and does not necessarily reflect the opinions of AbuNawaf Network. We do not assume responsibility for any loss, damage (including direct, indirect, punitive, special, or consequential loss or damage), which you may directly or indirectly suffer from this email or its contents or through the ways of handling this email which includes sending, receiving, replying, forwarding, deleting, saving or changing and adjusting its content in any way.
The existence of AbuNawaf logo on any material you receive means that it has been uploaded on the network servers, and does not necessarily mean that AbuNawaf network owns these materials either partially or fully. In addition, any service that is provided by and/or through AbuNawaf network, without exception, does not take any responsibility for any illegal use through them either by negligence, misconduct, misuse and/or abuse. And even though our network checks and scans all e-mails to make sure it is safe and does not contain any viruses,Trojans or Spywares , it is also the responsibility of the recipient to ensure that the e-mails and attachments therein are free of any danger, and AbuNawaf network will take no responsibility for any damages or losses that may arise as a result from the misuse or the presence of viruses or spyware sent through messages or web services.*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق