خاضت شركة نايك (Nike) تجربة مخاض عنيفة في تجربتها لدخول عالم الملابس الرياضية النسائية . هذه التجربة جديرة بأن نستفيد من أحداثها المشوقة في دروس التسويق و الإستراتيجيات و إدارة الطاقات البشرية ..
نايك , تلك الشركة الأمريكية العملاقة في صناعة الملابس و الأدوات و الأحذية الرياضية , كانت المنافس الشرس لشركات الرياضة الألمانية أديداس (Adidas) و ريبوك (Reebok) و بوما (Puma) . نشأت مبدئياً في عام 1962 و أسسها شخصان هما بِل بوّرمان (Bill Bowermen) و فِل نايت (Phil Knight) , و الذين إلتقيا في جامعة أورقون عندما كان بِل مدرباً للعدّاء فِل . و بعد أن تخرج فِل من الجامعة , إلتحق بجامعة ستانفورد و درس فيها ماجستير إدارة الاعمال (MBA) . و بعد تخرجه اتصل بصديقه و مدربه بِل ليطرح عليه فكرة استيراد الأحذية الرياضية (الكنادر) من اليابان و بيعها في الحرم الجامعي لمنافسة الشركات الرياضية الألمانية ..
اتفق الصديقان على الفكرة و جمعا 500 دولار فقط للبدء في التنفيذ , و اطلقا على شركاتهما اسم Blue Ribbon Sports . ثم قاما بإستيراد الأحذية الرياضية من شركة Onitsuka Tiger اليابانية , و تولى فِل مهمة البيع في الحرم الجامعي . أما بِل , فكان يعمل على البحث عن طرق لتطوير المنتج و إمكانية تصنيعه محلياً . لم يكن النجاح سهلاً و لا قريباً , فقد أمضيا 8 سنوات من التجارب و الفشل حتى تمكنا من تصميم و تصنيع و إنتاج الأحذية الرياضية بأنفسهما ..
العزيمة و الإصرار و الابتكار آتت ثمارها . فقد تجاوزت مبيعات نايك للأحذية الرياضية مبيعات أديداس و ريبوك و بوما , و أصبحت تسيطر على 38% من مبيعات الأحذية الرياضية حول العالم . و في عام 2006 , بلغت مبيعات نايك 15 بليون دولار , و بلغت أرباحها إلى 1.4 بليون دولار ..!! كما بلغ عدد العاملين فيها 26 ألف موظف في 120 دولة ..!
في عام 2004 , فكرت نايك بتخصيص إدارة للعمل على إنتاج الملابس و الأحذية و الأدوات الرياضية النسائية . كانت الفكرة تحت الدراسة , و خُصص لها فريق من النساء يعمل على دراسة جدواها . كانت الملابس الرياضية النسائية المنتجة من نايك تنتج من الأقسام العامة للأحذية و الملابس و الأدوات و ليس لها أقسام مختصة . كما أنها كانت عبارة عن منتجات رجالية بحجم أصغر و لون وردي أو ألوان قوس قزح . و لكن بعد دراسة الفريق لهذا السوق , خرجوا بهذه النتائج المدهشة:
- المرأة تريد ملابس مخصصة لكل رياضة , و ليس ملابس رياضية عامة لكل الرياضات كالرجل . فلبس للمشي , و لبس للدراجة , و لبس للجري , و لبس للعب التنس , و لبس للتمارين , و لبس لليوقا , و لبس للسباحة , و غيرها الكثير . (مسكين أيها الرجل , سروال لجميع الرياضات و ربما آخر للسباحة فقط) ! - لم ينته الأمر عند هذا الحد .. فالمرأة تريد 3 موديلات من كل لبس . موديل جذاب يظهر رشاقتها و مفاتنها و يُظهر أنها اجتماعية , و موديل لنخبة الرياضيات من النساء , و موديل لكل امرأة .. - المرأة تريد التبضّع في الأسواق و الشوارع التجارية و المحلات "الهاي كلاس" , و ليس المراكز التجارية الكبيرة كوول مارت و الهرم و سنتر بوينت .. - المرأة تريد طقم "collection" من الملابس و الأحذية و الأدوات . (ليس سروال أسود و فنيلة من أي لون!) - المرأة تريد طريقة مختلفة في البيع , فتريد البائعة أن تقف و تتحدث معها و تقنعها بجمال هذا الملبس عليها و مناسبته لها , كما تريد من المحل أن يتواصل معها بشكل مستمر و يخبرها عن البضائع و يظهر اهتمامه بها . بإختصار هي بناء علاقة بينها و بين المحل و العاملين فيه , أكثر من كونها لحظة بيع و شراء ..
لم تكتف المرأة بهذا , فهي تريد من المحل أن يغير تصميمه بدلاً من أقسام مخصصه للملابس و أقسام مخصصه للأحذية و ثالثة للأدوات , إلى أقسام مخصصة لكل رياضة تحتوي على الملابس و الكنادر و الأدوات مصفصفة على شكل مجموعات "كوليكشن" ..!
تجربة نايك في دراسة المرأة كانت شاقة و صعبة , و لولا إغراء الأرباح الهائلة المحتملة من هذه السوق لما خاضت نايك هذه المغامرة المعقدة . و قد بدأت نايك بناء هذه الإدارة بشكل تدريجي من عام 2006 حتى أكملت بناءها في عام 2009 مع تغييرها لهيكلتها الداخلية بشكل كلي . كل هذه المدة الطويلة احتاجتها نايك لتجري التغيير في بنائها الداخلي و في عقلية موظفيها الذين اعتادوا على تصنيع الملابس الرجالية فقط و سجلوا معها أجمل النجاحات . فلم يكن التغيير الداخلي سهلاً على إدارة نايك , فعبارة: "لماذا نتغير ما دمنا ناجحين في ملابس الرجال" كانت كلمة دائمة تتردد في كل قسم من أقسام هذه الشركة العملاقة . لكنهم عرفوا قيمتها لمّا رأوا أن المرأة تشتري في كل زيارة على الأقل ضعف ما جاءت لأجله ..!!
المصدر: مدونة عقد www.3qd.me تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر
للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق