مواضيع جديدة وحصرية على شبكة أبو نواف: تعاني مصر قديما مشكلة متكررة سنوياً مع نهرها العظيم نهر النيل , فهذا النهر والذي يعد من أطول الأنهار له موسم فيضان يكتسح المزارع والدور حوله, وله موسم انحسار بحيث يقل منسوب المياه فيه , وفي كلتا الحالتين يتضرر من يعيش على ضفتي النيل .
فيضان وانحسار النيل مرتبط بغزارة الأمطار على مصدره في إثيوبيا وما جاورها , وللتغلب على هذه المشكلة قام المصريون في عهد جمال عبد الناصر , ببناء سد عملاق اسمه السد العالي تقبع خلفه بحيرة كبيرة أطلق عليها بحيرة ناصر , وظيفة السد الأساسية تخزين كميات المياه الهائلة في وقت الفيضان وتحويلها لبحيرة ناصر , بحيث لا يتضرر المصريين من الفضيان , ولا تضيع هذه الكميات الكبيرة من الماء سدى , لتتم الاستفادة منها في موسم الجفاف .
مشكلة نهر النيل , نعاني منها نحن أيضا لكن بشكل آخر, والمشكلة التي أعنيها هي مشكلة المصاريف , فأنا أعتبر شهر شوال موسم انحسار وجفاف عظيم في المصاريف , فهذا الموسم تأتي قبله مواسم تسريبات تلتهم السيولة بكل سهولة , فقبل هذا الشهر : - تكون الإجازة الصيفية وما يتعلق بها من رحلات ونزهات وحفلات زواج وواجبات اجتماعية مستحقة السداد . - ثم موسم الخيرات رمضان , فبرغم أن هذه الشهر الكريم لا يعني بالضرورة مزيداً من "البعزقة" إلا أننا نصر أن نطير ريالاتنا في أواني المطبخ ومقادير الطعام بشيء من الإسراف . - ثم تأتي فرحة العيد التي تتحول في نظر رب الأسرة إلى حزن العيد, جراء ما يصرف من جيبه في الملابس الجديدة والحلويات الفريدة .
كل هذه "الشفطات" التي تشفط الجيوب تأتي قبل موسم الجفاف العظيم "شوال" وليكتمل الجفاف تأتي مصاريف المدارس , ليسقط رب الأسرة قتيلاً , كما يسقط من الفرس الفارس , بعدما كر وفر بكل بسالة , وحارب بآخر ريال في الحصالة .
تجد الغالبية تشكو من هذه "الزنقة" , ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد , يستفيد من هذا الوضع بائع الفول , فتجد الناس لديه زرافات ووحدانا ,مصطفين في طوابير طولية وعرضية,!! وتتشكل هذه الطوابير على الفول لأنه على الصعيد الاقتصادي خيار استراتيجي , فهو :
- زهيد الثمن . - يشبع أسرة كبيرة . - مغذي . - طعمه لذيذ خصوصاً مع "شوية طحينة وزيت" .
ونظل في هذا الجفاف المميت وفي طوابير الفول حتى موعد هطول الرواتب آخر شوال , فتزهر الأرض الجرداء بورود وحدائق غناء , وترجع الفراشات لترقص من جديد , وتدب الحياة بعد الموت , وننسى الفول ونتنكر له , ونأكل مشويات وبابا غنوج ونحلي بأم علي !!!
هذه المشكلة لو طبقنا عليها فكرة السد العالي , لهان الوضع علينا , فالأموال الزائدة عن الحاجة ندخرها , ولا ننفق إلا باعتدال ووفق ما نحتاج , حتى إذا هل شوال , فتحنا قليلاً من السيولة المدخرة , لنعيش حياة مبتكرة . قال ابو بكر الصديق رضي الله عنه (( أني لا أبغض أهل بيت ينفقون قوت أيام في يوم واحد))
ملاحظة : توجد فئة من الناس تعيش موسم جفاف على طول المواسم , فلا مجال للادخار , هذه الفئة ليس أمامها إلا أن تعيش كما يعيش الصبار البطل في الصحاري الجافة , فالصبار لا يفرد أزهاره ولا أوراقه الندية "ويبحبح على نفسه شوي" بل قدر الظروف الصعبة التي تحيط به , فمد أشواكه الطويلة الحادة واستغنى عن أوراقه , لكي يوفر الماء ويعيش , ولم يعبأ بشكله الغريب , بل تجده شامخاً عزيزاً رافعاً أغصانه مثل أبطال رياضة كمال الأجسام ……. باختصار على هذه الفئة أن تمد رجولها على قد لحافها وألا تخجل من ذلك .
أكتب موضوعي هذا , وأنا أعيش حالة جفاف , وأفكر أن أتحول إلى شجر صبار مع وردتين مفتحتين ووريقات ندية لزوم البحبحة .
::مدونتي:: تابعوا جديد شبكة أبونواف على فيس بوك وتويتر
للاشتراك في قروب أبو نواف ضع بريدك هنا للمشاركة قم بإرسال مشاركتك على البريد التالي : abunawafgroups@yahoo.com |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق